لقد كبر الشيخ فريد، وبدأ جسده يرتجف.
حتى لو استطاع أن يعيش لمئات السنين فإن جسده سيتحول في النهاية إلى غبار. ||41||
فريد يتوسل يا رب لا تجعلني أجلس على باب غيرك.
إذا كانت هذه هي الطريقة التي ستبقيني بها، فامض قدمًا وأخرج الحياة من جسدي. ||42||
وبفأس على كتفه ودلو على رأسه، يكون الحداد جاهزًا لقطع الشجرة.
فريد أنا مشتاق إلى ربي وأنت مشتاق إلى الفحم. ||43||
فريد، بعضهم لديه الكثير من الدقيق، في حين أن البعض الآخر لا يوجد حتى الملح.
فإذا خرجوا من هذه الدنيا فسوف يظهر من يعاقب. ||44||
تم ضرب الطبول تكريما لهم، وكانت هناك مظلات فوق رؤوسهم، وأعلنت الأبواق عن قدومهم.
لقد ذهبوا ليناموا في المقبرة، ودُفنوا مثل الأيتام الفقراء. ||45||
ورحل أيضاً الفريد الذين بنوا البيوت والقصور والأبنية الشامخة.
لقد عقدوا صفقات كاذبة، فألقوا في قبورهم. ||46||
فريد، هناك درزات كثيرة على المعطف المرقّع، لكن لا توجد درزات على الروح.
لقد رحل الشيوخ وأتباعهم كلٌّ في دوره. ||47||
فريد، المصباحان مضاءان، لكن الموت جاء على أية حال.
لقد استولى على حصن الجسد، ونهبت منزل القلب، وأطفأت المصابيح وذهبت. ||48||
فريد انظر ماذا حدث للقطن والسمسم
قصب السكر والورق والأواني الفخارية والفحم.
هذا جزاء من يعمل السيئات. ||49||
فريد، أنت تضع شال صلاتك على كتفيك وعباءة الصوفية، كلماتك حلوة ولكن في قلبك خنجر.
من الخارج تبدو مشرقًا، لكن قلبك مظلم كالليل. ||50||
فريد، حتى قطرة دم واحدة لن تخرج، إذا قام أحد بقطع جسدي.
تلك الأجساد المشبعة بالرب - تلك الأجساد لا تحتوي على دم. ||51||
المهل الثالث:
هذا الجسم كله دم، وبدون الدم لا يمكن لهذا الجسم أن يوجد.
إن الذين تعلقوا بربهم لا يكون في أجسادهم دم الطمع.
عندما يملأ خوف الله الجسم، فإنه يصبح رقيقًا، ويخرج دم الجشع من الداخل.
وكما أن المعدن يُنقى بالنار، فكذلك خوف الله يُزيل البقايا القذرة من الفكر الشرير.
يا ناناك، هؤلاء المخلوقات المتواضعة جميلة، وهي مشبعة بحب الرب. ||52||
يا فريد، ابحث عن تلك البركة المقدسة، التي يوجد فيها الشيء الحقيقي.
لماذا تتعب نفسك بالبحث في البركة؟ يدك لن تغوص إلا في الوحل. ||53||
فريد عندما كانت صغيرة لم تكن تستمتع بزوجها وعندما كبرت ماتت.
عروس الروح وهي راقدة في القبر تبكي: لم أقابلك يا سيدي. ||54||
فريد، شعرك أصبح رماديًا، ولحيتك أصبحت رمادية، وشاربك أصبح رماديًا.
يا عقلي الطائش المجنون لماذا تتلذذ بالملذات؟ ||55||
فريد، إلى متى تستطيعين الركض على السطح؟ أنت نائمة أمام زوجك يا رب - توقفي عن ذلك!
الأيام التي قُسمت لك معدودة، وهي تمضي، تمضي. ||56||
الفريد والبيوت والقصور والشرفات - لا تربطوا وعيكم بها.
عندما ينهار هؤلاء إلى أكوام من الغبار، فلن يكون أي منهم صديقك. ||57||
يا فريد، لا تركز على القصور والثروات؛ ركز وعيك على الموت، عدوك القوي.